تحليل مباريات كاس اسيا هزيمه السعوديه من سوريا وتعادل اليابانوالاردن

تلقى المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خسارة موجعة أمام نظيره السوري 1ـ2 أمس الأحد في افتتاح مبارياته في نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2011 المقامة حالياً في قطر وتستمر حتى 29 يناير الجاري.. وافتتح السوريون التسجيل أولاً بتسديدة من عبد الرزاق الحسين (37).. وبعد أن أدرك السعوديون التعادل برأس الجاسم (60) عاد الحسين ليسجل هدف سوريا الثاني بعد ثلاث دقائق فقط من الهدف الأخضر (63).. وظهر المنتخب السعودي بمستوى متواضع إلا في آخر ربع ساعة من المباراة التي جاهد خلالها لإدراك التعادل ولكن دون جدوى.. فطغى البطء وعدم التركيز والعشوائية على معظم الكرات الخضراء.. وبدا أن السعوديين وكأنهم نزلوا لأرض الملعب دون خطة واضحة للعب.
والفوز هو الأول لسوريا في تاريخ لقاءاتها الرسمية مع السعوديين مقابل عشرة انتصارات للسعودية وستة تعادلات.. ورد المنتخب السوري الدين بذلك للأخضر السعودي الذي حقق الفوز في افتتاح كأس آسيا 1988 في قطر.. وبفوز الأمس تصدر المنتخب السوري المجموعة الثانية بثلاث نقاط متقدماً على اليابان والأردن اللذين تعادلا 1ـ1 في المباراة الأولى للمجموعة أمس 1ـ1 فيما تذيل المنتخب السعودي المجموعة بدون نقاط.





انطلاقات خضراء
ومع أن المنتخب السعودي بدأ المباراة أكثر سيطرة على الكرة مستغلاً تراجع ذوي القمصان الحمراء للخلف أمام مرماهم.. إلا أن الانطلاقات السعودية التي كانت تتم في الغالب عبر الأطراف افتقدت للتركيز الكافي لكي تتجاوز الدفاع السوري.. فغابت فرص التهديف الحقيقية من الجهتين عن أول ربع ساعة.
وحاول المنتخب السعودي توزيع طريقه لعبه بين الكرات العرضية والعمق ولكن الوسط فشل في إرسال كرات يمكن استثمارها بشكل جيد وطغى البطء على الكرة الخضراء.
وانحصر اللعب في الوسط وكان الطرف السوري يلعب على الكرات المعاكسة ومحاولة اقتناص هفوة دفاعية.. وكاد الشمراني أن يكلف المنتخب السعودي هدفاً عندما أخطأ في التمرير للمهاجم السوري بيد أن المولد تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة (16).
واستمر السعودي أكثر سيطرة على الكرة مستفيداً من لعب السوريين بمهاجم وحيد ولكن دون فائدة.. فكانت كراته رتيبة وبطيئة واستمرت تمريراته القادمة من الأطراف عشوائية وغير مجدية.. وأهدر الشمراني الفرصة الوحيدة التي كانت مواتية للتسجيل عندما انبرى من بين المدافعين ليتحصل على كرة ذهبية من عطيف لينفرد بالمرمى السوري ولكنه سدد الكرة إلى جوار القائم (22).

مشاطرة السيطرة
ومع مرور الوقت بدأ المنتخب السوري ينفض الغبار عن قدميه ويشاطر المنتخب السعودي السيطرة على الكرة عبر كرات سريعة على الأطراف.. وقاد زينو أخطر الفرص السورية عندما استغل كرة معاكسة سريعة ونجح في تجاوز المولد قبل أن يرسل كرة قوية من على بعد 25 ياردة بيد أن وليد تألق في التصدي لها ليبعدها إلى ركلة زاوية مرت بردا وسلاماً عليه (29).
وبعد ذلك بدا أن المنتخب السوري هو الطرف الأفضل في المباراة.. وكانت هجماته تفوح منها الخطورة، وبالفعل جاءت الرياح بما لا تشتهي الكرة السعودية.. عندما أخفق المولد في إبعاد كرة سورية معاكسة لتصل لعبدالرزاق الحسين الذي سدد الكرة بقوة من على رأس منطقة الجزاء وتغير اتجاهها أمام وليد عبدالله بعد أن ارتطمت بالشهيل (37) لتهتز الشباك الخضراء بهدف سوري أول يتحمل محورا الوسط مسؤوليته لأنهما لم يحسنا تغطية رأس المنطقة كما يجب.. كما يتحمل المولد جزءا من المسؤولية لإبعاده الكرة للعمق بدلاً من الأطراف.. والباقي يتحمله الشهيل الذي غيّر اتجاه الكرة على الحارس بعد تدخل غير مدروس بالرأس.
واتجه المنتخب السعودي للهجوم لتعديل النتيجة ولكن بلا إستراتيجية واضحة، وصعبت مهمتهم مع تراجع السوريين للخلف أكثر.. وساد الارتباك على الكرات المرسلة من الوسط الذي لم يمنح الهجوم كرات يمكن أن تترجم لأهداف.
شوط أسرع
زج مدرب المنتخب السعودي بيسيرو بتيسير الجاسم بدلاً من عبده عطيف مع مطلع الشوط الثاني.. وكاد البديل أن يعادل النتيجة سريعاً برأسية أرسلها من داخل منطقة الجزاء ولكن كرته كانت ضعيفة وفي متناول يدي الحارس السوري (46).. وساهم دخول الجاسم في تحرير الأظهرة فظهر المنتخب السعودي أكثر سرعة عبر الطرف الأيمن.. ولكن ظلت المشكلة في تمركز المهاجمين بعيدا عن المرمى.. ولم يستفد المنتخب السعودي من ثلاث كرات نجح الشهيل فيها في تجاوز الظهير الأيسر قبل أن يمرر داخل منطقة الجزاء.وأخيرا منح بيسيرو الفرصة لنايف هزازي للدخول بدلاً من (السلبي) ناصر الشمراني الذي كان خارج الخدمة. وكادت الشباك السعودية تهتز بهدف ثان عندما ارتبك المدافعون مرة أخرى أمام كرة سورية سريعة وصلت لصاحب الهدف عبدالرزاق الذي سدد بقوة ولكنها اصطدمت بالدفاع لتصل سهلة لوليد عبدالله (55).
تغييرات ناجحة
واستفاد المنتخب السعودي من تغييرات بيسيرو ففتح هزازي مساحات كافية في الدفاع الأحمر للمرور منها.. وظهر الوسط أكثر سرعة وقدرة على بلوغ الشباك السورية.. ولم يتأخر هدف التعديل طويلاً والذي جاء من كرة كانت نسخة تقريبية للهدف السوري.. فمن كرة زاوية أبعد الحارس السوري الكرة بشكل خاطئ لرأس منطقة لتجد الجاسم المندفع من الخلف ليسدد الكرة برأسه مباشرة داخل الشباك هدفاً سعودياً أول في البطولة (59).

أمر لا يصدق
ما حدث بعد ذلك كان أمراً لا يصدق.. ففي الوقت الذي ظن فيه السعوديون أن المباراة صارت في متناول أيديهم سرعان ما أعاد السوريون التقدم لصالحهم وبقدم ذات اللاعب عبدالرزاق الحسين.. الذي استغل ارتباك الدفاع السعودي غير المبرر وفشله في إبعاد كرة سورية مرسومة بدقة ليحولها ينهو برأسه لعبدالرزاق المندفع من الخلف ليسدد كرة قوية تغالط الحارس السعودي مجدداً بعد أن ارتطمت بهوساوي هذه المرة (62) كهدف سوري ثان كشف الضعف الدفاعي السعودي وسوء في التركيز والتمركز والتغطية وضعف في الالتحام أمام المنافس.
ونجح المدرب السوري تيتا في علاج الخلل الذي دب في وسط فريقه جراء التغييرات السعودية فزج بلاعبي محور ومدافع أعادا الأفضلية للاعبيه، واندفع المنتخب السعودي نحو المرمى السوري في محاولة إدراك التعادل ولكن عاد سوء التركيز ليطغى على الأداء السعودي وهو ما حرم الكرات السعودية من الوصول للمرمى كما حرم المهاجمين القحطاني وهزازي من الحصول على كرات متاحة للتسجيل.

سيناريو مكرر
كان سيناريو الكرة السعودية مكرراً وسهلاً للدفاع السوري.. كرات طويلة من الأطراف لمنطقة الجزاء ولكن دون فعالية.. وكانت هناك مساحات واسعة بين الوسط والهجوم استغلها الدفاع السوري لإحكام قبضته أمام مرماهم.. وأهدر ياسر وهزازي فرصة للتعديل عندما مرر الأول للأخير داخل منطقة الجزاء إلا أن الدفاع تكالب على الاثنين.. بعدها بدقيقة تألق الحارس السوري مصعب في التصدي لرأسية هزازي المرسلة داخل منطقة الجزاء ليحولها إلى ركلة زاوية لم تستغل (90).
لم تكن الدقائق الأربع التي منحها الحكم الكوري الجنوبي كيم جون كافية لإدراك السعوديين التعادل وتألق فيها الدفاع السوري في الدفاع عن مرماهم ليتلقى المنتخب السعودي هزيمة مستحقة بعد أن فشلوا في الظهور بشكل مقنع.

الأردن واليابان
أنقذ مدافع منتخب اليابان الأول لكرة القدم مايا يوشيدا فريقه من الخسارة أمام الأردن عندما أدرك له التعادل في الوقت بدل الضائع من المباراة التي جمعت المنتخبين أمس الأحد في ملعب نادي قطر في الدوحة ضمن منافسات المجموعة الثانية من كأس آسيا 2011 لكرة القدم وانتهت بالتعادل 1ـ1.
وسجل حسن عبد الفتاح هدف الأردن (45)، ومايا يوشيدا (90+2) هدف اليابان.
وكان الأردن في طريقه إلى تحقيق أولى مفاجآت البطولة وتدوين أول فوز عربي، لكن المنتخب الياباني كان له رأي آخر ونجح في إدراك التعادل والحصول على نقطة واحدة.
يذكر أن الأردن الذي يشارك في البطولة القارية للمرة الثانية، لم يخسر حتى الآن في خمس مباريات خاضها، ذلك لأنه تعادل في أربع مباريات وفاز في واحدة، علما بأن خروجه أمام اليابان بالذات في ربع نهائي نسخة عام 2004 في الصين لا تعتبر خسارة رسمية في سجلات الاتحاد الآسيوي، لأنه سقط بركلات الترجيح. وتعتبر النتيجة منطقية ذلك لأن المنتخب الياباني سيطر على مجريات اللعب تماما، لكنه افتقد إلى الهداف الذي يجيد إنهاء الهجمات، في حين دافع المنتخب الأردني ببسالة عن مرماه الذي تألق بين خشباته الحارس عامر شفيع واستحق عن جدارة حصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة.